كتب: محمد أبوستيت
تقع محافظة كفر الشيخ ضمن الإطار الجغرافي للإقليم السادس من أقاليم مصر السفلى، المعروف قديمًا باسم “خاسو”، ثم “اكسويز” باليونانية، وسخا بالعربية، وهو الاسم الذي لا تزال تحتفظ به منطقة سخا بحاضرة المحافظة.
تضم كفر الشيخ العديد من المواقع والتلال الأثرية، حيث كانت في عصر ما قبل الأسرات مركزًا دينيًا وسياسيًا هامًا في دلتا مصر. تشير الوثائق المصرية القديمة إلى أن مدينة “بوتو” كانت عاصمة لمصر السفلى ومقر حكام الشمال قبل توحيد مصر على يد الملك “نعرمر”.
ارتبطت “بوتو” بتاج الشمال الأحمر وشرعية الحكم وطقوس التتويج الملكي، وظلت المعبودة “واچيت” تُزين جبهة ملوك مصر، مما منحهم الشرعية وحمايتهم ، كان لارتباط المدينة بمعبودين عظيمين مثل حور وواچيت تأثير كبير في تعزيز مكانتها وأهميتها عبر العصور، رغم انتقال العواصم المصرية.
ومن “خاسو” (سخا) خرج ملوك الأسرة الرابعة عشرة، وكانت مقراً لحكمهم وعاصمة البلاد خلال عصرهم ، ثم كانت المنطقة موطنًا لعدد من المستوطنات الريفية التي استمرت حتى الفترات البطلمية والرومانية ومع دخول الإسلام إلى مصر في القرن السابع الميلادي، بدأت المنطقة تشهد تزايدًا في النشاط الزراعي والتجاري وأصبحت في صدر الإسلام قاعدة لإقليم كبير، وكانت موطنًا لحاكم برفقة فرقة من العساكر، كما ورد في كتابات “ابن حوقل” والمقريزي وبرزت مدينة فوة ، التي تقع على نهر النيل، كمدينة تجارية مهمة في العصور الإسلامية، واحتوت على العديد من المعالم الإسلامية، مثل المساجد والتكايا ، في عصر الملك فؤاد الأول، أقام الملك قصرًا في هذه القرية كنوع من الاستجمام، باعتبارها بعيدة عن المدن، وسمّاها الفؤادية.
استمرت على تلك التسمية طوال فترة حكم ابنه الملك فاروق الأول، عند تغيير نظام الحكم وقيام الثورة عام 1952 ، وبعد إعلان الجمهورية؛ وتحديداً سنة 1955، صدر القانون رقم 191 الذي ألغى اسم الفؤادية وبموجبه أصبحت تُسمّى مديرية كفر الشيخ. وفي سنة 1960 صدر قرار جمهوري من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر برقم 1755 بتغيير اسمها من مديرية كفر الشيخ إلى محافظة كفر الشيخ، وهو اسمها الحالي.