سميرابراهيم عويضه

الرسول الذي بعثه الله وليس من الملائكة ولا من الإنس ولا من الجان هو الهدهد الذي بعثه الله إلى بلقيس ملكة سبأ ليبلغها رسالة النبي سليمان عليه السلام.
ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في سورة النمل، حيث جاء الهدهد بخبر قوم سبأ وملكتهم بلقيس، وكان سببًا في دعوة سليمان لهم إلى التوحيد وعبادة الله. قال تعالى:”فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ”
(سورة النمل: 22)
وبذلك، كان الهدهد رسولًا لكنه لم يكن من الملائكة ولا من الإنس ولا من الجان، بل كان طائرًا سخّره الله لحمل الرسالة.
* اما الغراب فلم يكن رسولًا، لكنه كان معلمًا للبشر، حيث ذكره الله في قصة قابيل وهابيل عندما قتل قابيل أخاه هابيل ولم يعرف كيف يدفنه، فأرسل الله غرابًا ليعلمه كيفية دفن الموتى.
قال الله تعالى:”فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ”(سورة المائدة: 31)
فالغراب كان معلمًا للإنسان وليس رسولًا يحمل رسالة من الله، كما كان الحال مع الهدهد في قصة سليمان عليه السلام.
* أما النحل فلم يكن رسولًا بالمعنى الذي يحمله الهدهد، لكنه مُلهَمٌ من الله، حيث أوحى الله إليه بطريقة خاصة ليقوم بصنع العسل واتّباع مسارات معينة.
قال الله تعالى في سورة النحل (68-69):
“وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًۭا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًۭا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌۭ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَٰنُهُ فِيهِ شِفَآءٌۭ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةًۭ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ”
هنا، “أوحى” لا تعني الوحي بالرسالة كما في حالة الأنبياء أو الرسل، بل تعني الإلهام والهداية الفطرية التي جعلها الله في النحل ليؤدي وظيفته بدقة مذهلة.
لذلك، النحل ليس رسولًا لكنه مخلوق ملهم من الله للقيام بمهمته الطبيعية التي فيها منفعة عظيمة للبشر.