محمد ابوستيت
أقامه “محمد على باشا” على أرض “فوة” بمحافظة كفرالشيخ تولى محمد علي باشا حكم مصر عام ١٨٠٥ فأقام أول مصنع للطرابيش بمدينة “فوه” فؤادية التابعه لمديرية الغربية وقتها وأصبحت الآن تابعة لمحافظة كفر الشيخ.
حيث كان المصنع قد إستقدم له “محمد على باشا” أشطر وأمهر صناع الطرابيش من تونس والمغرب ليعلموا ويعطوا خبراتهم لـ ” الصنايعية والأسطوات ” المصريين.
وكانت وقتها أشهر الطرابيش وأجودها ينتجها هذا المصنع وكانت لها مسميات وكل مسمى له سعر خاص، منها “طربوش” محمد على باشا وكان أعلى سعر ويُباع بمبلغ ٣٥ قرشاً وطربوش فوة ب ٣٠ قرشاً، كما يُعتبر أرخصهم كان ثمنه ب ١٥ قرش وهو طربوش “قها”.
وقتها كان زمن الطرابيش، وكان من العيب أن يترجل الشخص أو يغادر منزله أو مقر عمله أو لو متجهاً لمشوار أو حفلة او مأتم فلابد من وضع الطربوش اللامع على الرأس.
يُذكر أنه تم إلغاء الطربوش ووضعه على الرؤوس بعد قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، ولم يعد ملزما بأن تتزين بالطربوش وتضعه على رأسك.
دخل “الطربوش” إلى مصر من خلال الأتراك إبان ولاية الدولة العثمانية على مصر وفى زمن تحكم الباب العالى العثمانى وكانت “العمامة” المصرية سائدة ويحسن المصرى فى “لفها” على رأسه كما فى نجوع وقرى ومدن الصعيد الآن وتتعدد أشكالها.
وكان مصنع طرابيش “محمد على باشا” المواجه للنيل وماكيناته فى الماضى تدور فلم يعد لها الوجود الآن فلا تسمع صوتا أو حتى همسا لدوران وتشغيل ماكيناتها ولاحتى لأصوات الأسطوات وهم عائدون من الورديات.
وأصبح المكان مهجورا كأثر تاريخى وهو من تم تشييده فى زمن حكم “محمد على باشا” الوالى الجديد على مصر بعد أن بايعه شيخ البلد “عمر مكرم” ليتولى حكم مصر. وتحول المصنع الى أطلال ويبكى حاله وكأنه يرثى ويترحم على نفسه ويشدو بقصيده وداع.

