
سميرابراهيم عويضه
لم تكن مدينة بلطيم في كفر الشيخ تعلم أن صباحها سيبدأ بفاجعة إنسانية تهز وجدان كل من سمع بها. “أدهم حلمي أنيس”، طفل في عمر الزهور، أتم 13 عامًا، كان يحلم مثل أي طفل بعالم بسيط مليء باللعب والدراسة وحفظ القرآن، الذي وصل فيه إلى 13 جزءًا رغم صغر سنه.

شهدت مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ واقعة مأساوية، حيث توفي الطفل “أدهم حلمي أنيس” البالغ من العمر 13 عامًا، متأثرًا بإصابته بطلق ناري في الرأس نتيجةاستخدام سلاح ناري غير مرخص.وكان الطفل أدهم قد دخل في غيبوبة استمرت عشرة أيام بعد إصابته داخل منزل ثلاثة من الاطفال إثر اطلاق سلاح ناري يعود لوالد أحدهم. تم نقل أدهم إلى مستشفى بلطيم، وتم وضعه على أجهزة الإنعاش، إلا أن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، ولفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم الأربعاء الموافق 2025/5/7.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم والد أحد الأطفال، أربعة أيام على ذمة التحقيق، بتهمة حيازة سلاح ناري دون ترخيص، وإهماله الذي تسبب في وفاة الطفل. كما تم استدعاء الأطفال المتورطين في الواقعة والتحقيق معهم تحت إشراف الجهات المختصة.

وشيّع الآلاف من أهالي مدينة بلطيم جثمان الطفل، في جنازة مهيبة سادها الحزن والغضب، خاصة أن الطفل كان معروفًا بحسن خلقه وتفوقه الدراسي، وكان قد أتم حفظ 13 جزءًا من القرآن الكريم.

وتُجري الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لكشف جميع ملابسات الحادث، وسط مطالبات شعبية بحق ادهم والقصاص من القاتل وبتشديد الرقابة على حيازة الأسلحة النارية وتغليظ العقوبات على من يحتفظ بها داخل المنازل دون ترخيص، حفاظًا على أرواح الأبرياء.

قضية أدهم فتحت ملفًا مؤلمًا عن فوضى السلاح في بعض البيوت، والتساهل في ترك أدوات الموت في متناول الأطفال، وكأننا ننتظر فاجعة تلو أخرى. إنها لحظة يجب أن نتحرك فيها جميعًا: الدولة بالقانون، والمجتمع بالوعي، والأسرة بالمراقبة.